-->

سلسلة التحسين المستمر ContinuousImprovement

 



سلسلة التحسين المستمر – المقال الثالث
تاريخ الجودة ومنهجية التحسينSix Sigma and Quality History
يرجع أبجديات الجودة الي الفراعنة ولعل أهرامات الجيزة خير دليل علي ذلك فقد قاومت الزمن لاتقان صنعتها ودقة بناءها المحكم أنا نظم الجودة فقد بدأت بصورة واضحة في أوروبا في بداية القرن الثامن عشر الميلادي وبخاصة في انجلترا من خلال مجموعات العمل الحرفي Craftsmen والتي تتألف من مجموعات من الحرفيين ينقل الكبير منهم خبرته للصغير ثم نسقت هذه المجموعات جهودها وقامت بوضع معايير بسيطة للتفتيش علي المنتج النهائي فيما بينها للإلتزام بها قبل طرح أي منتج في السوق ثم تطور الأمر بوضع علامات وأختام تشير الي جودة المنتج الذي يحمل هذا الختمأو تلك العلامة ولقد كانت جودة المنتج في ذلك الوقت تعتمد بشكل رئيسي علي المهارة الفردية للحرفي والذي كان مسئولا عن تطوير المنتج خلال جميع مرال إنتاجة.
ثم انتقل هذا النظام الي الولايات المتحدة الأمريكية وتطور من مجموعات الحرفيين الي نظام الورشWorkshops ثم ما لبثت أن تحول الي نظام المصانع ويرجع الفضل في ظهور نظام المصانع الي العالم تيلور Taylor الذي تبني فكرة تحديد مسئوليات العامل بحيث تقسم الي مراحل الانتاج علي العاملين في المصنع وذلك بهدف تركيز طاقات ومهارات العامل في إطار معين ولضمان جودة المنتجات لجأت هذه المصانع الي التفتيش علي المنتج النهائي أي في نهاية خط الإنتاج واستمر الحال علي ذلك فترة طويلة وأدي ذلك الي تقليل العيوب في المنتجات النهائية ولكن لم يمنع ظهورها من ان لاخر وكانت هذه المنتجات المعيبة تعالج باعدة ادخالها في خطوط الانتاج مرة أخري وإصلاح عيوبها.
ومع تقدم أنظمة الجودة إتضح أن مفهوم اصلاح العيوب مكلف وهذا المفهوم يطلق عليه مفهوم مكافحة الحريق fire fighting 2أي محاولة الإطفاء بعد اندلاع الحريق وهو يشير الي قصور في إدارة الأخطاء والأخطار ويجب أن يحل محله مفهوم منع حدوث العيوب وهو مفهوم يطلق عليه البعض مفهوم منع اندلاع الحريق fire prevention أي منع حدوثة من الأساس قبل أن يحدث وهو يشير الي القوة والمهارة في إدارة الأخطاء والأخطار فلجأت هذه المصانع الي اجراء التفتيش في نهاية مراحل معينة أثناء عمليات الانتاج بدلا من أن يتم التفتيش فقط في نهاية العمليات وأدي ذلك الي تحسن ملحوظفي جودة المنتج النهائي والي تقليل ظهور العيوب فيه وبالرغم من ذلك لم يتم القضاء علي العيوب الي الحدالمنشود ثم مالبث أن قدم العالم شيوارت Shewart في بداية العشرينات الي مبدأ التحكم في أداء العملياتالإنتاجية بالطرق الإحصائية SPC وكان ذلك بداية تطور مفهوم الجودة بشكل جوهري ليضم جهود الادارة العليا جنبا الي جنب جهود العمال والتنفيذيين في تطوير وتحسين المنتج.
وفي منتصف الأربعينات من القرن العشرين وبعد أن دخلت الولايات المتحدة الأمريكية الحرب العالمية الثانية أصبح تجويد عمليات الإنتاج ضرورة ملحة وأمر ملزم وحتمي ففي الوقت الذي تصنع فيه المقذوفات والطلقات في احدي الولايات يتم تصنيع البنادق والقاذفات والمدافع في ولاية أخري وهذا يتطلب قدرا كبيرا من الإنسجام والتوافق بين المنتجات وهو ماتضمنه الجودة ونظرا للاحتياج الي منتجات كثيرة في وقت قصير فقد لجأت القوات المسلحة الأمريكية الي عمليات أخذ العينات والي زيادة نقاط التفتيش خلال مراحل الإنتاج المختلفة لمنع حدوث الأخطاء مما أدي الي ازدهار تقنيات الفحص والتفتيش والمراقبة وما صاحب ذلك من جهود اصدار المواصفات القياسية العسكرية الموحدة في تلك الفترة.

ومع انحسار أثار الحرب العالمية الثانية تبنت المؤسسات اليابانية أفكار العالمين الأمريكيين جوزيف جوران وإدوارد ديمنج والتي ركزت علي تحسين الهياكل الإنتاجية والإهتمام بالقائمين والمشرفين علي عمليات الإنتاج بدلا من التركيز علي عمليات الفحص والتفتيش فقط وذلك في إشارة صريحة الي الاهتمام بمنع حدوث الخطأ بدلا من تصحيحه بعد حدوثه مما أدي الي قفزة نوعية في الصناعة اليابانية أذهلت الجميع وجعلت اليابانين نموذجا يحتذي به في الجودة والتطوير والإبداع.
وفي ستنيات القرن العشرين قويت الصناعة اليابانية وازدادت تألقا وحمي وطيس المنافسة بينها وبين الصناعة الأمريكية وبدأت المؤسسات الأمريكية بالنقل والتقليد عن مثيلاتها اليابانية وأعادت النظر النظر في الأهتمام بعملية الإنتاج وما يتعلق بها من خدمات داخل الشركة مثل الجهات المعاونة والشئون الإدارية والمالية والمهمات والمخازن والنقل والتعبئة والمواردين والمواد الخام وقطع الغيار والخدمات.
ولقد أدي هذا السباق المحموم الي ظهور مفهوم نظم إدارة الجودة الشاملة TQM والذي يهتم بتطبيق مفهوم الجودة في كافة القطاعات التي لها دخل مباشر أو غير مباشر بعملية الإنتاج وفي نهاية الثمانينات صار تطبيق نظم إدارة الجودة الشاملة في كافة المنظمات الإنتاجية والصناعية الراغبة في التطوير مطلبا عالميا وضرورة لاغني عنها ومعيارا لمدي الإهتمام بالتجويد والتحسين وأساسا لاستمرار هذه الشركات في نموها والحفاظ علي أصولها واسثماراتها.
وفي السنوات العشرين الأخيرة من القرن الماضي وفي ظل الإهتمام العالمي بالجودة اتجهت جهود المنظمات والشركات الي مد وتوسيع تطبيق مفهوم فلسفة الجودة الشاملة مثل الصحة والتعليم والاتصالات وقطاعات الخدمات الحكومية الي جانب العمليات الانتاجية والتصنيع.
واستمرارا لجهود التحسين فقد تبني رواد التطوير محاولة لتحويل الجودة الشاملة من فلسفة الي منهجية التحسين Six Sigma التي أعادت اكتشاف الأدوات التقليدية للجودة وأضافت اليها الكثير من الأدوات الإحصائية والإدارية وطوعت كل هذه الأادوات لخدمة أهداف الجودة بصورة أفضل ومن الشركات الرائد في هذا المجال شركة تويوتا للسيارات ومتورولا للإلكترونيات.
ثم تلي ذلك محاولات جادة للمزج والتوفيق بين منهجية التحسين Six Sigma وبين أدوات تهذيب العمليات Lean Tools والتي تمثل مجموعة من الأدوات والتقنيات التي تهدف الي القضاء علي مصادر الإهدار السبعة.

#سلسلة_التحسين_المستمر#المقال_الثالث

رابط المقال الأول
https://focuseraacademy.blogspot.com/2022/01/improvement-roadmap.html
رابط المقال الثاني
https://focuseraacademy.blogspot.com/2022/01/pillars-of-quality.html

#فوكسيرا
#FocuseraAcademy
#طريقك_للتميز
#ExcellenceWay
#Quality
#Lean #LeanSixSigma #Kaizen #KaizenMethodology #ContinuousImprovement #Sixsigma #فوكسيرا
 
banner

ليصلك كل جديد عنا ولنكون علي اتصال